استشراف مستقبل التطوير المواطن──التاريخ، الحاضر، الذكاء الاصطناعي التوليدي، وما بعده 0/7
مقدمة
انتشر مصطلح “التطوير المواطن (Citizen Development)” بسرعة في سياق التحول الرقمي ونقص المهارات الهندسية. لكن كلما حاولنا فهم جوهره ظهرت ظلال الماضي.
── EUC (الحوسبة بيد المستخدم النهائي)، وإكسل الإلهي… الأصول التي يصنعها العاملون في الصف الأمامي تتحول إلى منقذ قصير الأجل، ثم إلى إرث سلبي طويل الأمد.
ملاحظة سياقية: في الشركات اليابانية، يُطلق على كامي إكسل (神エクセル، وتعني حرفيًا «إكسل الإلهي») اسم ساخر لدفاتر بيانات ضخمة مليئة بالماكرو والمعادلات المترابطة. تُنقذ الفرق الميدانية مؤقتًا، لكنها تتحول لاحقًا إلى عبء يستحيل صيانته. ترسخ EUC في اليابان لأن الوحدات التجارية أرادت حل المشكلات أسرع من أقسام تقنية المعلومات المركزية، مقابل التفريط في الحوكمة طويلة الأمد.
ستسير هذه السلسلة وفق خط واضح: التاريخ → الحاضر → عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي → صورة المستقبل.
بنية السلسلة كاملة
الجزء الأول: «هل التطوير المواطن عودة لـEUC؟ دروس إكسل الإلهي» (متاح حالياً باليابانية فقط)
يتضح أن التطوير المواطن ليس مفهوماً جديداً بل إعادة إطلاق لـEUC. نستعرض تاريخ EUC وإكسل الإلهي (Kami Excel) ونرتب أنماط النجاح السريع مقابل الدين الطويل.
الجزء الثاني: «هل كان إكسل الإلهي شراً خالصاً؟ من المنقذ إلى الإرث السلبي» (باليابانية حالياً)
يكشف هذا الجزء أن المشكلة لم تكن في الأداة بل في ضعف الحوكمة المؤسسية الذي جعل الأصول تتحول إلى صناديق سوداء.
الجزء الثالث: «هل ستصبح RPA ومنصات اللّا/قليلة الشفرة إكسل الإلهي 2.0؟» (باليابانية حالياً)
تنتشر هذه الأدوات بفضل “انحياز الإظهار” الذي يعجب الإدارة، لكنها تميل إلى التحول لصناديق سوداء أشد خطراً من إكسل التقليدي.
الجزء الرابع: «الإرث الذي ينقذه الذكاء الاصطناعي التوليدي… والإرث الذي يتخلى عنه» (باليابانية حالياً)
يمكن تفسير الكود ونقله بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن أصول RPA واللّا/قليلة الشفرة صعبة الإنقاذ، ما يجعل ما لم يُكتب كوداً إرثاً سلبياً حقيقياً.
الجزء الخامس: «التطوير المواطن ليس عصا سحرية، إنه “تطوير المسودة”» (باليابانية حالياً)
التطوير المواطن ليس وسيلة لبناء أنظمة الإنتاج، بل أداة ذات قيمة لتجسيد المتطلبات كمخطط أولي.
الجزء السادس: «اختلاف زوايا النظر يصنع الإرث السلبي بكميات ضخمة» (باليابانية حالياً)
لا يصنع الإرث السلبي أيُّ تقنية بذاتها، بل الإدارة العليا التي تنسى المنظور الطويل الأمد. لا بد من إعادة توزيع المسؤوليات بين الإدارة، والصف الأمامي، وتقنية المعلومات.
الجزء السابع: «الإرث التقني سيواصل الظهور، لكن يمكن ترويضه──تصوّر مستقبل التطوير المواطن»
الإرث سيولد دائماً، والأهم هو ترويضه وتأخير تحوله إلى دين تقني عبر المسودات، والنسخ النهائية، والحوكمة.
خلاصة السلسلة
-
التطوير المواطن ليس حلاً سحرياً قيمته في كونه لغة سريعة لتجسيد المتطلبات، لا بديلاً عن الأنظمة الإنتاجية.
-
الإرث السلبي يظهر لا محالة سواء كان إكسل أو RPA أو نظم الكود، ستصبح أي تقنية إرثاً مع مرور الزمن. الفارق في قابلية الإنقاذ.
-
الذكاء الاصطناعي التوليدي يغير قواعد اللعبة تسارعت قراءة الأصول المرمّزة ونقلها، بينما بقيت الأصول غير المرمّزة عبئاً يصعب التخلص منه.
-
المفتاح هو المسؤولية والحوكمة على الإدارة والصف الأمامي وتقنية المعلومات أداء أدوارهم كمترجمين بين متطلبات قصيرة وطويلة الأمد.
الخاتمة
يُروّج للتطوير المواطن على أنه “ديمقراطية التطوير”، لكنه ينطوي على خطر إعادة إنتاج تاريخ الماضي. المطلوب هو التخلص من الأوهام وإعادة وضعه في مكانه الواقعي.
التطوير المواطن ليس نجم المستقبل، لكنه قد يكون أداة قوية لدعم تحديد المتطلبات. والإرث التقني ليس شيئاً نزيله، بل شيئاً نروضه.
من خلال هذه السلسلة نسعى إلى رسم “الصورة الصحيحة لمستقبل التطوير المواطن”.
وسنعرف عاجلاً أم آجلاً إن كانت هذه الرؤية ستتحقق.